الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

الجسر الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجسر الجديد

منتدى جهوي تنموي مستقل شامل يصدر من إقليم الخميسات/المغرب


    قمة التواضع المطلوب

    aljisraljadide
    aljisraljadide
    Admin


    عدد المساهمات : 926
    نقاط : 22467
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010
    العمر : 51

    قمة التواضع المطلوب Empty قمة التواضع المطلوب

    مُساهمة من طرف aljisraljadide 2021-06-11, 02:14

    قمةُ التواضعِ المطلوبِ..

    بنعيسى احسينات – المغرب


    لله رب السماوات والأرض،

    ورب الذكر الحكيم..

    أسماء حسنى،

    ندعوه بها في القرآن الكريم..

    لجلب السراء وإبعاد الضراء،

    وتحقيق السلام وبسط الرخاء.

    نَذْكُرُه بآياته في صلواتنا وصيامنا..

    ونَتَقَربُ إليه بها في زكاتنا وحجنا..

    ونستعين بها في عبادتنا وأفعالنا،

    ونهتدي بها في كل أعمالنا.

    نستَعْمِلُ ضمير "أنْتَ" للإشارة إلى ربنا..

    وإلى جميع البشر على حد سواء..

    لا فرق عند الله،

    بين مَنِ اختار مِن الرسل والأنبياء..

    وسائر باق الخلق،

    في الوجود إلى يوم اللقاء.

    فالله وأنبياؤه ورُسُلُه،

    أكثر تواضعا من الحكام والفقهاء..

    ومن أنانية البشر،

    واحتقار الأغنياء للضعفاء والفقراء.

    ففي القرآن الكريم،

    قمة التواضع المطلوب..

    يُخاطِب اللهَ:".. إنك أنت علام الغيوب 1"..

    ".. إنك أنت العليم الحكيم 2"..

    ".. إنك أنت السميع العليم 3"..

    ودعوةُ الأنبياء والرسل من الرحمن الرحيم...

    بأسمائهم الخاصة، دون إجلال وتعظيم..

    من نوح إلى إبراهيم،

    وباقي الأنبياء والرسل الكرام..

    إلى موسى وعيسى،

    برسالتيْهما؛ التوراة والإنجيل..

    إلى محمد؛ خاتم الرسل والأنبياء،

    وخاتم كل الرسالات..

    بالقرآن؛ كتاب الله لا ريب فيه،

    هدى لكل المخلوقات..

    هذه علاقة عمودية،

    بين الخالق وكل عباده،

    المطيعين منهم والعصاة.

    ألم ينادي الصحابةُ الرسولَ:

    "يا محمد"! بكل تقدير واحترام؟

    واستعملوا  ضمير "أنت"،

    لمخاطبته كواحد من الأنام.

    أما العلاقة الأفقية،

    بين سائر البشر في الحياة العامة..

    تمجد ذوي العلم والمال،

    وذوي الجاه والسلطة..

    كرجال الدين؛ من الأئمة،

    من المشايخ والفقهاء..

    ورجال السلطة والسلاطين والأمراء..

    لا يمكن أن نَدْعوهم بأسمائهم بلا التبجيل..

    أو نشير إليهم ب"أنتَ" بالمفرد بلا إجلال..

    هذا انتقاص للاستخفاف منهم، أمام الوجهاء..

    علينا استعمال: "سيدي ومولاي" مع الثناء..

    أو "أصحاب السمو والمعالي" بالوراثة..

    أو "صاحب الجلالة والمهابة"..

    أو "أصحاب السعادة والفخامة"..

    أو "سيدتي ومولاتي وأميرتي"..

    مع تقديم واجب الخضوع والطاعة..

    بالانحناء وتقبيل اليد، أو الكتف، أو الهامة..

    بالتمسك بالأهداب والأعتاب الشريفة..

    مع صفات التعظيم والتشريف والتبجيل..

    لإشعار هؤلاء، بالتفوق والسيادة والإجلال.

    نكاد نؤله أشخاصا من الجنس البشري المتعال..

    من طغاة مستبدين،

    ومفسدين في كل مجال..

    رغم كوننا من آدم،

    وآدم من طين وصلصال.

    لماذا هذا التمييز بين بني البشر؟

    والله خلقهم سواسية كأسنان المنشار؟

    لا فرق بينهم إلا بالتقوى،

    وبالعمل الصالح المختار.

    لماذا هذه العجرفةُ الزائدةُ بنبرة الاحتقار؟

    لماذا هذا التنقيصُ والازدراءُ من الأغيار؟

    لماذا هذه المفارقةُ العجيبةً بلا استدلال؟

    لا نجدها في الغالب الأعم،

    إلا في العالم العربي الإسلامي بكل انحلال..

    فهم لا يحترمون الإنسان..

    لا يحترمون القانون كيف ما كان..

    متجبرون، متسلطون، مستبدون..

    متكبرون، مفسدون، مترفون..

    أنانيون، منافقون، كذابون.

    هؤلاء من الله لا يخافون ،

    وبالإسلام يتبجحون..

    هُو منهم براء،

    بقشوره فقط يتفاخرون..

    أفرغوه من حقيقته،

    وبالتعصب لرأيهم يتنطعون..

    يحفظون المتون عن ظهر قلب،

    دون تدبر وفهم، لها يرددون..

    وعلى آرائهم في الغالب الأعم،

    يجتمعون ويتهافتون..

    حولوا أئمة السلف "الصالح"،

    إلى أصنام، بهم يُؤمنون..

    إلى ماض سحيق يُقَيدوننا،

    وفي الآتي القادم، لا يفكرون..

    "اتخذوا هذا القرآن مهجورا 4"،

    فهل هؤلاء، بربكم، يعقلون؟

    عليهم فَهْم الإسلام كما أتى،

    لا كما أراد له الفقهاء أن يكون.

    الإسلام دين واحد من رب العالمين،

    للمتقين منهم، كما هو للعاصين..

    واختلاف الملل فيه، لحكمة ربانية،

    في التطور والتغير، لخدمة المسلمين..

    من نوح إلى محمد خاتم الرسل والنبيئين..

    لا إسلام "سنة" أو "شيعة" من المتمذهبين..

    لا إسلام "وهابية" أو "إخوان" من المتأدلجين..

    لا إسلام "قاعدة" أو "داعشٍ" من التكفيريين..

    هو بريء من الطوائف والمذاهب،

    ونعرات المتطرفين..

    ومن غلو الجماعات،

    وتطرف حركات الأصوليين..

    ومن فقه الفقهاء وكبار المفسرين،

    ودهاقنة المُحَدثين..

    بعيدا عن السياسة والاتجار فيه،

    في أسواق الأفاقين..

    جعلوا الدين في خدمة أُولِ الأمور،

    وفي خدمة السياسة والسياسيين..

    فالمسلمون لا يحتاجون إلى وسطاء،

    يقربون بين الله وبين عباده الصالحين..

    الإسلام دين سلام ومحبة،

    وتفاهم وتسامح، رحمة لكل العالمين..

    لا دين الرهبانية و الكراهية،

    يجعل الوسطاء عند الله من المتكهنين.

    فالإسلام أبدا لا يقبل بالرهبانية،

    بين الله وعباده المتقين المخلصين.

    الناس اليوم على دين فقهائهم،

    والفقهاء على دين ملوكهم..

    والملوك والحكام وظفوا الدينَ لصالحهم..

    وجيشوا له بالمال، رهطا من مشايخهم..

    لتبرير سلطتهم واستعباد رعاياهم..

    لاستمرار ملكهم ولدوام حكمهم.

    كفى الاتجار بالدين لقضاء حاجاتهم،

    وقيم الإنسانية غائبة في خطاباتهم..

    فآلاف مؤلفة من الفقهاء، بعقلياتهم،

    يُوجهون أكثر من مليار مسلم بفتاويهم.

    فأين نحن من عِلْمِ وتواضعِ العلماء؟

    أين نحن من عدالة الحكام والوجهاء؟

    أين نحن من إنسانية الملوك والأمراء؟

    أين نحن المحمديون من نقاء الدين،

    وصفاء السريرة عند المسلمينَ؟

    نرغب في الجنة ونطوق إليها،

    ونحن نكتوي بجحيم المتطرفينَ..

    ومعارفنا مقيدة بالنقل والاتباع،

    لا بالعقل والمنطق والعلم..

    وحكامنا يتنكرون للعدل،

    ويستنجدون بالجور والظلم.

    وأنْظِمَتُنا لا تقبل بالحرية،

    ولا تؤمن بالتعدد والاختلاف..

    فالإقبال على الإقصاء والكراهية،

    أهم من التفاهم والائْتِلاف.

    والإسلام دين التسامح والإخاء،

    هدى من رب العالمينَ..

    دين وسطي يلتقي بالقيم الإنسانية،

    مع احترام المخالفينَ..

    اكْتُمِلَ مع رسول الله محمد،

    خاتم الأنبياء والمرسلينَ..

    لقد أرسله الله للناس جميعا،

    رحمة للعالمينَ..

    لا دين المذاهب والطوائف المتناحرة،

    والأئمة المأجورينَ..

    لا دين الإرهاب والعنف والكراهية،

    لا دين مصادرةِ وإقصاءِ الآخرينَ.

    لنتدبر القرآن بمعارف عصرنا،

    لا بمعارف رجال السلف المحنطينَ.

    لنجدد الإسلام بتنقيته من شوائب،

    غلاة الفقهاء والسياسيينَ..

    علقت به منذ حكم الأمويين والعباسيينَ..

    ومع عصور الانحطاط تفاقمت،

    واستمرت إلى ما بعد العثمانيينَ..

    تحولت حتى يومنا هذا إلى دين،

    بمؤامرة أول الأمور والمتفقهينَ..

    واخْتُزِلَ الإسلامُ في الشعائر،

    وهمشتِ القيمُ المشتركةُ بين العالمينَ..

    تُمارَسُ غالبا بتقليد الآباء والأجداد،

    دون فهم مقاصدها لدى الممارسينَ..

    جعلوا من مظاهر التدين دينا،

    وتنكروا لقيم الإسلام وهمشوا المتقين..

    يبغون الطهور والتباهي أمام الملء،

    لا إخلاصا لله، بتقوى المؤمنين المخلصين..

    هم بخداع الصحوة الشكلية،

    يتمادون في الغش والكذب،

    وترويج لغة المنافقين المفترين.

    فالعربي والمسلم أكثر استهلاكا،

    للسحر والشعوذة في العالمين..

    وأكثر كذبا وغشا ونفاقا،

    من غيره في دنيا المتدينين..

    وهما أكثر تمسكا شكلا بالشعائر،

    دون احترام القيم وتقدير الآخرين.

    لنعيد قراءة كتاب الله،

    بعيدا عن تأثير الفقهاء والرواة،

    وصِحاح كبار المُحَدثينَ..

    وكلام الله على لسان رسُلِه،

    يهدي إلى الصراط المستقيم،

    بِهُدَى المتقينَ.

    فالإنسان غاية الخلق،

    والشريعة لخدمته جاءت،

    لا لاستعباده بين المخلوقين..

    وكلمات الله في الكون وآياته،

    مواضيعُ بحث العلماء،

    لخدمة الناس أجمعينَ..

    "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق 5"،

    دعوة القرآن من الله للعلماء والباحثينَ..

    لسَبْرِ أغوار آيات الكون،

    ومعرفةِ أسرار حِكْمَةِ الله في الوجود،

    لجلب المنفعة للآدميين.

    فكثير من المعرفة يقربنا من الله،

    ويحقق فينا إنسانيتنا،

    ويقي من النفاق المؤمنين..

    وروح الإسلام علم في كلمات الله،

    والاكتفاء بسماع كلامه دون تدبر،

    يؤخرنا عن الركب، مع المتخلفينَ.

    لقد تم الابتعاد حقا، عن كتاب الله،

    والتمسكُ بما قيل وكُتِبَ من السلفيين..

    اختزلوا العلوم في الدين دون غيره،

    ونَصًبُوا أنفسهم فيه علماءَ مبجلين..

    ورموا علومَ الحياة، بالزندقة والكفر،

    للدين وعلومه، هم لهما مُحْتَكِرين..

    خلفاءُ الله في الأرض لوحدهم،

    جعلوا ما ينطقون به ويكتبون،

    من صميم الدين.

    ناسين أو متناسين كتاب الله،

    لم يفرط فيه ربنا من شيء،

    شارحا نفسه، بتفصيله المبين.

    لنجعل الإسلام دينا للعالم كله،

    ينصهر فيه الدينُ والعلمُ،

    مع قبول الاختلاف المكينِ..

    لا دينَ محلي إقليمي،

    خاص بالعرب بالشرق الأوسط،

    والتابعون لهم من خارج بني عُرْبان..

    إنه "فِطْرَة اللَّهِ... لَا تبديلا لِخَلْقِ اللَّه 6"،

    في طباع بني الإنسان..

    فوحدة الناموس في الكون والكتاب،

    ثابتة في علم الله القدير بالتمكين..

    والكون كتاب الله المنثور في كلماته،

    والقرآن كتاب الله المكتوب بكلامه اليقين..

    ودِقة رب العالمين في خلق الأكوان،

    لا تختلف عن دقته في الكُتُبِ المُرْسَلَة بالبيان..

    وأبحاث العلماء كَشْفٌ لعلم الله،

    في مُقَدراتِ الوجود للرقي بالإنسان.

    فكلما اتسعت معارف الناس،

    توسع قضاؤهم في الحياة بالبرهان..

    فالخير سينتصر على الشر،

    ما دام في الإنسان نفخة من عند الرحمان..

    بالوحي، بالعلم، بالدرس، بالبحث،

    بالقيم الربانية المتراكمة عبر الأزمانِ..

    من آدم فنوح، إلى إبراهيمِ الخليلِ،

    ثم موسى وعيسى، فالخاتم محمد العدنانِ..

    وبنشر المعارف العلمية وقيمِ الإنسانية،

    نغيرُ ما بأنفسنا قبل فوات الأوان..

    تضيء طريقنا النفسُ اللوامةُ،

    وتقينا من شرور وساوس الشيطان..

    فقيمُ أهل الأرض اليوم وتشريعاتُهم،

    تتقاطع مع ما جاء في تعاليم كل الأديان..

    رغم الاختلافات في ممارسة الشعائر،

    بين مختلف الملل في كل مكان..

    فالله واحدٌ أحدٌ صَمَدُ،

    ودينه الإسلام، في الوجود واحدٌ مُوَحدُ،

    والتدين بين البشر متنوع متعددُ،

    بتعدد وتنوع الثقافات واللسان..

    "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة 7"،

    فالرحمة في الاختلاف، من الله بالحسبان..

    في قبائل وشعوبٍ، خَلَقَ اللهُ الناسَ مختلِفين،

    بالتقوى والعمل الصالح، ميز بينهم بالإحسان..

    فالجميع مدعوون، رغم أوجه الاختلاف،

    للتعارف المفيد، من لَدُن الخالق المنان.

    فطوبى لمن سَلِمَ الناسُ من لسانه ويده،

    وعَمِلَ صالحا ملتزما بما جاء في القرآنِ.

    اللهُ أكبر، لا كبيرا سواه في الوجود،

    وحده لا شريك له، رب الكون والإنس والجانِ.



    ------------------------------------------------------

    بنعيسى  احسينات – المغرب

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-07, 14:10