الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

الجسر الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجسر الجديد

منتدى جهوي تنموي مستقل شامل يصدر من إقليم الخميسات/المغرب


    في الدين والعلم..

    aljisraljadide
    aljisraljadide
    Admin


    عدد المساهمات : 926
    نقاط : 22467
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010
    العمر : 51

    في الدين والعلم.. Empty في الدين والعلم..

    مُساهمة من طرف aljisraljadide 2020-04-07, 07:03

    في الدين والعلم..


    (ثلاث قصائد)


    بنعيسى احسينات – المغرب



    -1 حكاية البداية والنهاية..

    رحلة بشرية،
    حكاية البداية والنهاية..
    عبر حقب تطور المخلوقات الحية..
    مَسِيرَةٌ تخترق الوجود،
    من داخل الكينونة..
    بين تنوع وتعدد الكائنات الموجودة.
    بَشَرٌ يسفك الدماء ويفسد في البرية..
    باتهام صريح واضح للملائكة..
    عن خلق خليفة في الأرض،
    من جنس البشرية..
    بحضرة الخالق،
    الرحمن الرحيم رب العزة..
    ومع النفخة من الروح الإلهية..
    بكلمة الله "كن فيكون" النافذة..
    يظهر آدم،
    ثم حواء أم الإنسانية..
    يطل علينا الإنسان العاقل،
    بكل مقوماته الكاملة..
    علمه خالقه الأسماء كلها ليخلفه..
    قربه إليه ليكون في الأرض خليفته..
    جعل الملائكة في صفائها،
    تسجد له..
    إلا إبليس أبى السجود،
    من رحمته طرده خالقه..
    وبطلب منه إلى يوم البعث أنظره..
    ليُخْرِج الإنسان،
    من الصراط المستقيم، ويبعده..
    فكانت جهنم مثواه، ولمن اتبعه..
    وبقي للإنسان بالمرصاد، يبغي ضلاله..
    عن طاعة الله والعمل الصالح يصده.
    بالوسوسة والغواية،
    يحرك أطماعه مستغلا ضُعفه.
    لقد متع الله آدم وحواء بالحرية الكافية..
    باستثناء الأكل من الشجرة المحرمة..
    وكانت الخطيئة بوسوسة الشيطان الأثيمة..
    عدو بني الإنسان وكل البشرية..
    بطمعهما في الخلود وبمُلْكٍ بلا النهاية..
    تجرئا معا على الشجرة المحظورة..
    ونالا العقاب بالهبوط إلى الأرض الفانية..
    ليشقيا فيها ويتحملا مسئولية أفعالهما،
    إلى يوم القيامة..
    فيكون الجزاء بالعقاب أو الثواب،
    عند إله الرحمة.
    ونُفذَتْ مشيئتُه كما شاء فعل في ملكه،
    لحكمته المقدرة.


    2- كلمات الله وآياتها..

    بكلماته،
    وهب الله الكون،
    للإنسان بكل التجلياتِ..
    من أرض؛ يابسة منها وبحار وكائناتِ..
    من سماء وفضاء،
    من كواكب ومَجَراتِ.
    تنطق بآياته،
    تحير العقول بعجائب الأشياء والمخلوقاتِ..
    حار فيها العلماء والباحثون،
    بالتنقيب بكل الإجراءاتِ..
    وتصدى المكتشفون والدارسون لها،
    بالإنجازات تلو الإنجازاتِ..
    كل يوم يَسْبِرون أغوارَ هذا الكون بالبيناتِ..
    بالدرس، بالبحث، بالتنقيب،

    بالتجريب، بالبياناتِ..
    لمعرفة كنهه ونواميسه،
    ومقوماته بكل الترتيباتِ..
    لاقتحام مجاهله،
    لشق الطريق لخزائنه المكنونة..
    لاحتلال قلاعه وحصونه المجهولة..
    لتوسيع حدود إمبراطورية الإنسان اللامتناهية..
    لاستنطاق آياته بما فيها،
    من الدرر والنفائس، وجواهر الحقيقة..
    لتسخيرها لخدمة الإنسان،

    في أحسن الأحوال..
    عندما ينتصر الخير على الشر بالأفعال..
    ولتدميرها من طرف الأشرار الأنذال..
    حينما ينتصر الشر على الخير بنشر الأهوال..
    ويفقد الإنسان صوابه،
    ويحل الحرام مكان الحلال..
    وينتشر الظلم وتقوم الحروب،
    ويُعَمم الإرهاب بكل الأشكال..
    ولا زال العلم يبحث في الكون،

    و أسرار كلماته وآياته عبر الأجيال..
    بها نعْرِفُ عظمةَ الله خالقَ الكون،
    واهبَ الحق والخير والجمال..
    بها نقترب من الله ونحقق مراده،
    في تدبر آياته بإخلاص وإجلال..
    بالعلم نَنْفُذُ إلى أقطاب السماء والأرض،
    من أجل التقدم والسلم والآمال..
    لا إلى التدمير وسفك الدماء،
    وقتل الأبرياء بحثا عن السلطة والمال..
    فالعلماء الأجلاء أولئك الذين يبحثون،

    في كلمات الكون وآياته بألف سؤال..
    يبغون تحسين بقاء الخلق بالعلم، بالحكمة،
    خارج جو التعصب ولغة المُحال..
    لإيجاد لكل داء دواء، ولكل سؤال جواب،
    لإسعاد بني الإنسان وتحقيق المآل..
    خُلْوَتُهم ومِحْرابُهم بالمختبرات،

    يبحثون في آيات الكون، بتفان بلا ملل ولا كلل..
    فهم يختلفون لكي يتفقوا في النتائج،
    لخدمة البشرية خارج الجمود والاتكال..
    فأولوا الألباب من العلماء شموع تحترق،
    لإنارة حياة البشر من ظلمات الجهل..
    ورثة علم الله المكنون،
    يعملون على فك شفرة الكون،
    لإسعاد الإنسان بإجلال..

    والوقوف على عظمة الله،

    في خلق الكون وتصريف الأفعال..

    وتحقيق غاية الله في الوجود،

    بكينونته الرحمانية في كل الأحوال..
    لا زال التاريخ يحتفظ بذكراهم،
    في كل مجالات العلم والمعرفة،
    بأنبل الأعمال..
    والتطابق بين الدين والعلم حاصل في الحياة،
    عند الراسخين في العلم الأبطال..
    فطوبى للعلماء وللمفكرين الصادقين،
    كانوا بمثابة أنبياء في أزمنتهم بكل جلال..
    ينتجون العلم والمعرفة،
    ويستثمرونها في الواقع المعاش،
    بغية خدمة الأجيال..
    والفرق واضح بين مستهلك ومنتج،
    اسألوا التاريخ ينبئكم بالأمر على كل حال..
    فشتان بين الظلام والنور،
    بين الجهل والعلم،
    فنور العلم قاهر للظلام وللجهل..
    وشتان بين التخلف والنمو،
    هل يستوي الاستهلاك والإنتاج،
    في لغة الأعمال؟
    والإنتاج صانع للاستهلاك وللنمو،
    خالق للثروات،
    مطور للعلوم في كل مجال..
    فالأمم تتقدم بالعلم وبالديمقراطية والعدل،
    لا بقوة الحكام والنخب، وخزائن الأموال..
    وكلما توسعت معارف الإنسان بالعلم،
    اقترب من الله، وحقق حريته وراحة البال..
    وتخلص من الخوف، وتحكم في الكون،
    بالتحكم في قوانينه، واختراقها بقوة الأفعال..
    واليوم بالعلم يطير الإنسان أحسن من الطير،
    متحررا من عقم القيل والقال..
    وشيوخ كلام الله يتفقون ليختلفوا،
    لخلق الفتنة بين الناس بالانتحال والاحتيال..
    وجعلوا العقل الإسلامي ناقصا عاجزا،
    وظلوا معزولين عن العالم رغبة في الانعزال..
    فالله واحد صمد، والباقي متعدد متغير،

    في الزمان والمكان بالدليل..
    جعلوا من علوم الفقه دينا قائما،
    يُطبق بقوة، وخضوع، وانتهال..
    واختلاف آرائهم فيمَ بينهم،
    يُفرَضُ بعجرفة، وتنكيل، وارتجال..
    كل واحد منهم يدعي صواب رأيه،
    وسيبقى الاختيار للمتلقي بلا امتثال..
    فطلب علوم الدين محبب للجميع،
    لكن سنستفتي فيها قلوبنا بلا جدال..
    يستهلكون على الدوام،
    شرح الشروح وتفسير التفاسير،
    للبقاء على الحال والأحوال ..
    بالإكراه وبالقوة،
    يفرضون على الناس تقبل أفكارهم،
    خارج التسامح والاعتدال..
    والإسلام في الأصل،
    لا يملك وسائل الإكراه،
    حتى ينتشر بأساليب الاقتتال..

    يختزلون أبدا، التدين في الشعائر،
    ويتغاضون الطرف عن القيم وصالح الأعمال..
    بالرقِية، بالسحر، بالشعوذة،
    يُعَوضُون الطب والدواء بمنطق الاحتيال..
    بالجن، بالأرواح الشريرة، بالشياطين،
    يعزوا المسلمون ما يصيبهم من الاتكال..
    وجعلوا العلم بدعة،
    وهو قائم على الحق والتجريب،

    وظلوا سجيني الانفعال..
    وحرموا البحث في ملكوته،
    ورموا العلماء بالكفر والشرك،
    بلا حجة واستدلال..
    فالعلم يبحث في كلمات الله،
    والدين ينهل من كلامه،
    وكلاهما لربنا المتعال..
    لا تعارض بينهما؛
    بالعلم نعرف الكون، بالدين نعرف الله،

    مدبر الحق بأمره الفعال..
    فلا مناص من المعرفة،
    لتحقيق الوعي بالوجود،
    فبدونها لا نرقى لبلوغ الكمال..
    فكلمات الله من كلامه،
    وكلامه من كلماته،
    هو الخالق البارئ في كل الأحوال..
    رب الناس لا إله إلا هو،
    السميع العليم خالق كل شيء،
    ذو الإكرام والجلال..
    نعبده عن تبصر وقناعة،
    لا عن تقليد أعمى،
    أو تحت أي تهديد بالقتل والاقتتال..
    فعبادته لا تعني العبودية له،
    بل تعني محبته،
    والعمل بأوامره ونواهيه بكل امتثال..
    والدين في الأساس معاملة بين الناس،
    والشعائر طريق لتحصيلها في كل الأعمال..

    فممارستها بدون إكراه، أمر حر شخصي،

    بين المؤمن وخالقه، بلا وساطة أو انفعال..
    في الإنسان قبس من بقايا نفخة الله،
    عليه أن يرقى إلى مصاف الأنبياء والرسل..
    فالأنبياء والرسل،
    لن ولم يستطيعوا هداية من أحبوا،
    فالله وحده يهدي من يشاء،
    بلا إكراه وإذلال..
    وشتان بين مسلم مؤمن مستهلك للشعائر،
    ومسلم مؤمن منتج للعمل الصالح في الأفعال.


    3 - كلام الله والنفسُ اللوامة..

    بكلام رب العالمين،
    أرسل الله الأنبياءَ والرسلَ بالبيان..
    لإبلاغ الرسالة إلى قومهم بكل صدق وإيمان..
    من زبور وتوراة،
    من إنجيل وقرآن..
    مصادر التوحيد والتدين والقيم،
    ومنابت الشرائع لبني الإنسان..

    فتراكمت القيم،

    وتطورت الشرائع عبر الأزمان..

    واختلفت الشعائر،

    رحمة للناس، لتحرير الإيمان.
    فلا فرق بين بني البشر،
    إلا بالتقوى والتسامح والإحسان..
    بكلام كُتُبِ الله وآياته،
    نعبده تعالى، بكل محبة وامتنان..
    بقراءته وتدبره وتطبيقه،
    بالأمر والنهي في الميدان..
    لهداية الخلق إلى التوحيد بالفرقان..
    والتباع الصراط المستقيم للرحمان..
    بالعمل الصالح وتجنب العصيان..
    ومخلوقات الكون جميعها،
    تسبح لله في كل آن.

    فالتسبيح تنزيه لله عن غيره،

    وإقرارٌ لوحدانيته الصمدية بالبيان.
    سبحان من خلق آدم وسُواه..
    ونَفخَ فيه من روحه المنان..
    وألهمه فجوره وتقواه،
    وابتلاه بإغراءات الشيطان..
    ليختار ما بين الكفر والإيمان..
    ليميز ما بين الحق والباطل بالميزان..
    ليفرق ما بين الخير والشر،
    ما بين الحلال والحرام بالاختيار..
    بإرادته، بحريته، بمسئوليته،
    ينال ثوابه أو عقابه من عند الباري..
    بنفسه اللوامة، منتقدا ومحاسبَا،
    لنفسه الأمارة بالسوء..
    يحاول الإنسان أن يخلصها،
    من وسوسة الشيطان والابتلاء..
    تَدْخُل في صراع مع الباطل،

    والشر والمحرم من أجل الارتقاء..
    للرقي بها بالعمل الصالح،
    نحو عالم الصفاء..
    إن استطاع لذلك سبيلا،
    بكل جهد وعناء..
    لتبوء مقام النفس المطمئنة..
    الراضية المرضية الصافية..
    المؤمنة الصادقة، الوفية المخلصة..
    إلى ربها تسعى،
    راجعة بكل استحسان..
    لتنال رضاه،
    ويسكنها جنته بكل اطمئنان..
    بعد النجاح الكامل،

    في الجهاد والامتحان.
    فحب الله فطرة،
    في الإسلام الخالص للرحمان..
    من نوح إلى محمد الخاتم،
    المصطفى العدنان..
    وحب الأنبياء والرسل،
    من قوة الإيمان..
    وحب الناس،
    من التسامح والتعايش،
    ونبذ الاحتقان..
    محكوم علينا بالخطأ،
    لتقدير معنى الثواب.
    فبدون الأخطاء،
    لا نهتدي إلى الصواب..
    نحتاج إلى النصيحة،
    لتصحيح المسار المطلوب..
    نحتاج إلى العمل الصالح،
    لتحقيق المآل المكتوب..
    نحتاج إلى التسامح،
    مهما اختلف المعتقد بالاكتساب..
    نحتاج إلى التعايش مع الآخر،

    بالتفاهم بكل انجذاب..
    للخروج من الاعتزال،
    وإعادة بناء الإنسان بلا استلاب.
    فالتقاليد تحولت إلى دين،
    في غياب دور أولي الألباب..
    فأصبح حق الإفتاء شائعا،
    بلا علم، بلا إمام، بلا كتاب.
    نحتاج إلى تجديد الفكر الديني،
    وتقبل النقد بالإيجاب..
    والاختلاف رحمة،
    يُغْنِي حقا عن روح عصبية الأنساب..
    فرحمة الله واسعة،
    تتسع لكل طالبِ لحُسْنِ المآب..
    دون احتكار لها،
    من عقيدة خاصة محددة بلا استيعاب..
    هي للناس أجمعين دون تمييز،
    من رب الأرباب..
    فمغفرة الرحمن شاملة،
    لكل تائب لاقتراف الذنوب..
    فطوبى لمن خَلُصَتْ نيتُه،
    لنفسه ولربه بالإيجاب..
    وطوبى لمن اختار الصراط المستقيم،
    بإيمان واحتساب..
    وعَمِلَ صالحا لنفسه ولغيره،
    تلبية لنهج الخالق الوهاب..
    سبحانه خالق السماوات والأرض،

    وما بينهما بكل الأسباب..
    هو القادر على كل شيء،
    العادل المكين، الغفور الرحيم،

    شديد العقاب..
    فكل بنو آدم عباده؛

    مؤمن وكافر، مطيع وعاصي،
    يهدي من يشاء إلى الصواب..
    "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر1"،
    "لا إكراه في الدين2"،
    ندعوه بالمغفرة والثواب.
    لعلاقة المسلم بربه منفعة،
    همه جمع الحسنات وإحصائها،
    لنيل حسن الإياب..
    فهو منشغل دوما بالاستغفار والأذكار،
    لا بالعمل الصالح المفيد،
    طمعا في تحسين المآب..
    غير مدرك لأهمية العمل الصالح،
    يبغي الجنة بالمجان،

    بلا عمل، بلا أتعاب.
    فالله وحده المحاسِب للإنسان،
    في إيمانه وكفره،
    في طاعته وعصيانه يوم الحساب..
    يغفر لمن يشاء بفضله،
    يعاقب من يشاء بعدله،
    الرحمن الرحيم إله المغفرة التواب..
    حامدون، شاكرون على نعمه وأفضاله،
    الممنوحة من عنده قَدرَها برحمته،
    بأمره النافذ المستجاب.


    -------------------------------------------------
    بنعيسى احسينات – المغرب

    مقتبسات:

    1– سورة الكهف، آية 29 (قرآن كريم).

    2– سورة البقرة، آية 256 (قرآن كريم).


      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-07, 17:38