الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

الجسر الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجسر الجديد

منتدى جهوي تنموي مستقل شامل يصدر من إقليم الخميسات/المغرب


    كورونا.. يَنْتَفِضُ

    aljisraljadide
    aljisraljadide
    Admin


    عدد المساهمات : 926
    نقاط : 22447
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010
    العمر : 51

    كورونا.. يَنْتَفِضُ Empty كورونا.. يَنْتَفِضُ

    مُساهمة من طرف aljisraljadide 2020-03-29, 10:12

    "كورونا" يَنْتَفِضُ..

    (رباعيات كورونا)



    بنعيسى احسينات – المغرب


    "كورونا" ينتفض في كل مكانِ..

    يجتاح العالمين، بلا استئذانِ..

    انتقل من مملكة الحيوانِ..

    واستقر بمملكة الإنسانِ.


    "كورونا" حقا، خارج السيطرةِ..

    يزرع الرعب في البسيطةِ..

    يتربص بحياة الإنسانيةِ..

    يزهق الأرواح الآدميةِ.


    "كورونا" ينتعش من صدورنا..

    من المس والرذاذ، يصيبنا..

    طعامه المميز، من رئتَيْنا..

    بالسعال تُخْتَنَقُ أنفاسُنا..


    أهو عقاب الرحمان الرحيمِ؟

    أم من صنع شيطان رجيمِ؟

    أم من شر طبيعة العالمِ؟

    أم من اختراع بني آدمِ؟


    إنه "كوفيد" التاسع عشرْ..

    لا يُبْقي أحدٌ وراءه ولا يذرْ..

    فتاك، قاتل لفصيلة البشرْ..

    من ضعاف المسنين الكبرْ.


    يجتاح العالم بكل بلاء وابتلاءِ..

    يساوي بين الفقراء والأغنياءِ..

    يهدد الإنسان بالعزل والفناءِ..

    بالخوف، بالجائحة العمياءِ.


    لقد أثبتت الطبيعة حقا، قوتها..

    وعرت مزاعم التفوق عليها..

    أبرزت في الحقيقة عدالتها..

    فلا تمييز بين البشر فيها.


    تَدَخلُ الإنسانُ فيها اسْتَنْزَفَها..

    لَوثَ بمواده الكيماوية بيْئتَها..

    طور سلالات فيروسية فيها..

    وتلاعبَ كثيرا بمقدراتها.


    انتشرت مظاهر غريزة البقاءِ..

    تَعُم العالمَ بخوفها من الفناءِ..

    بالسباق نحو إيجاد الدواءِ..

    بأنانيتها الخارقة الجوفاءِ.


    علماء العالم، كلهم معتكفونَ..

    للبحث عن اللقاح، يَتصدونَ..

    بجهودهم الغالية، يُضحونَ..

    وأئمتنا، بالأدعية يتضرعونَ.


    فيروسٌ حل بعقولِ المسلمينَ..

    من كلام المشايخ منذ سنينَ..

    عطلوا التفكير والمنطق فينا..

    حاربوا أي ترياقا قد يشفينا.


    فامتدت العدوى بين المؤمنين..

    لقرون خلت، ولا تزال تغذينا..

    بخرافات قد ألصقت بعقولنا..

    ولعلوم الغرب مستهلكينَ.


    ليس بأفعال الشعوذة نقاومهُ..

    ليس بالرقية والابتهال ندفعهُ..

    ليس بالحبة السوداء نعالجهُ..

    ليس حقا، ببول البعير نصدهُ.


    الوباء من عند الله ككل أمراضهِ..

    بمعرفة كتابه، نحد من تسللهِ..

    باجتهاد العلماء، نسيطر عليهِ..

    بالعلم والبحث نقضي فيهِ.


    لنتعلم من تعاليم خاتم الأنبياءِ..

    في النظافة، والوقاية من الوباءِ..

    لقد أوصانا بالحجر عند الابتلاءِ..

    بعدم المخالطة لمواجهة البلاءِ.


    لم يوصِ أبدا بالتذرع والابتهالِ..

    لمواجهة الحاصل من الأهوالِ..

    بل قد أوصى بالأخذ بالأفعالِ..

    بِعَقْلنَةِ الأمورِ قبل الاتكالِ.


    "ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التهلكةِ"1..

    تلك وصية من رب الخليقةِ..

    وسُنةُ رسوله للبشريةِ..

    تَرْبِطُ الإيمانَ بالنظافةِ..


    لقد علمنا "كورونا" النظافةَ..

    علمنا التضامن والاستقامةَ..

    علمنا التسامح والتضحيةَ..

    علمنا النظام والمواطنةَ.


    علمنا كيف نتخلى عن أنانيتنَا..

    علمنا كيف نكون متواضعينَ..

    علمنا كيف نحب الآخرينَ..

    علمنا كيف نساعد غيرنَا.


    كفى من أسلوب الميز المشينِ..

    كفى من الجشع القاتل المكينِ..

    كفى من احتقار البشر الدفينِ..

    كفى من التهور الممل المبينِ.


    لننظر إلى ما وراء آفات "كورونا"..

    إلى الإنسان الكامن بأعماقنا..

    إلى أوامر النفس اللوامة فينا..

    إلى المحاسبة الدائمة لذواتنا.


    لقد أبانت جل الدول عن فشلها..

    في نظمها الصحية بمجملها..

    وفي النقص في إمكانياتها..

    وفي غياب الشفافية فيها.


    لقد ملأ الرعب المعمورة كلها..

    وحرمت المصافحة بين أهلها..

    واشتقت الناس لرؤية بعضها..

    وحجزت الأنفس بمنازلها.


    وأقفرت عن بكرة أبيها الأزقةُ..

    لقد هجرتها العربات والمارةُ.

    تتجول فيها الكلاب الضالةُ..

    تحتلها الدوريات المتجولةُ.


    لقد استطاع كورونا أن يقهرنا..

    وأن يفرض منع التجول علينا..

    وأن يجعلنا نخاف من بعضنا..

    للوقاية من أي خطر يَتَهَددُنا.


    بِلا جيش، بِلا دبابات يحاصرنا..

    دون أن نشمه أو نذوقه يُنَفرُنا..

    دون أن نراه أو نلمسه يُخيفُنا..

    تحول إلى كابوس يسكن فينا.


    إذا ما كان بنو البشر هو خالقهُ..

    فهو لا محالة غير مُنْفَلِتٍ منهُ..

    وإذا كان من وراء عمله ربحهُ..

    فما نال منه أبدا، إلا خسارتهُ.


    أي ربح هذا، بعدما عُممَ القَتْلُ..

    متى كان الفتك يقبله العقْلُ؟

    بِأنانيةِ وجشعِ، يضيعُ الأملُ..

    بِتراجعِ البقاءِ، يقتربُ الأجلُ.


    شكرا للصين على تجربتها الفريدةِ..

    لدرسها المُقتدى به في المعمورةِ..

    شكرا "كورونا"، بتجديد الإنسانيةِ..

    أيقض ضمائرنا للتعاون والتضحيةِ.


    شكرا جزيلا للعلماء الباحثين الأجلاءِ..

    عن نكران الذات، للبحث عن الدواءِ..

    وعن تفانيهم، لإنقاذ أرواح الأبرياءِ..

    طوبي لمن ينقذ الأرواح من الفناءِ.


    شكرا لمن ساهم في محاربة الوباءِ..

    ولمن تحمل العناء، من جنود الخفاءِ..

    فالشعوب مدينة لمن عمل بسخاءِ..

    ولمن ضحى، للحفاظ على البقاءِ.


    مهما يطول الوباء، سيحتويه الإنسانُ..

    عندما يزول الجشع، ويبقى الإحسانُ..

    عندما يحضر العقل، ويغيب الشيطانُ..

    عندما يسود التضامن، ويحل الأمانُ.


    فالإنسان حقا، يتعلم من ألمه ومحنهِ..

    رُب نقمةٍ وراءها نعمة، في مسيرتهِ..

    يقاوم كل الأهوال، بحنكته وإرادتهِ..

    لا بِالشعوذةِ والاتكالِ، بل بعلمهِ.

    --------------------------------------------------
    بنعيسى احسينات - المغرب

    1 - آية في سورة البقرة/ 195 (قرآن كريم).

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-02, 01:27