تمثلات الأنا والآخر في الأدب والفن/الأمازيغ نموذجا

ينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ندوة متمحورة حول: " تمثلات الأنا والآخر في الأدب والفن/الأمازيغ نموذجا"
حسب البرنامج التالي:
9:30-10:00- جلسة الافتتاح
10:30 -11:30 – الجلسة العلمية الأولى
رئيس الجلسة: أحمد المنادي
 سعيد بنكراد: الهوية الثقافية وأشكال التمثل
 عبد النبي ذاكر: تخييل الأمازيغي في رحلات الأوروبيين
 الطائع الحداوي: الصورة الإثنوغرافية للأمازيغي في الرحلة
 محمد الوالي: صورة الريفي في الرواية الكولونيانية الإسبانية
11:30 – 12:30 الجلسة العملية الثانية
 رئيس الجلسة : محمد الوالي
 أحمد عصيد: صورة "أرومي" في الشعر الأمازيغي الشفهي
 رشيد جدال: Les représentations (de l’Amazighe) sur Soi et sur l’Autre dans l’œuvre de Mohammed Khair-Eddin
30-15:30- الجلسة العلمية الثالثة
 رئيس الجلسة : أمال البوري
 رشيد نعيم: L’Amazighe aux yeux de Hollywood
 جعفر عقيل: تمثلاث صورة الأمازيغ في الإنتاج الفوتوغرافي بالمغرب، قراءة في نماذج
 ابراهيم حسناوي: صورة الأمازيغ في البطاقة البريدية : الواقعي والجمالي
15:30-16:30-الجلسة العلمية الرابعة
 رئيس الجلسة: الطائع الحداوي
 سمير بوزويتة: الأمازيغي في كتابات عسكريين فرنسيين
 أمال البوري: L’image du « Berbère » dans l’œuvre de Maurice Leglay
 علي بنطالب: صورة المقاوم الأمازيغي في بعض الكتابات الاستعمارية
لجنة التنظيم والإشراف: ادريس أزضوض/ أحمد المنادي/ زهرة أيت ابراهيم/ رشيدة نافع/ محمد أزهار/ عبد الحميد ابن الفاروق.
وحسب بلاغ المنظمين المتوصل به، فموضوع التمثلات يندرج ضمن صيرورة تاريخية وثقافية بفعل الاحتكاك الذي حصل بين شعوب مختلفة، وما ترتب عنه من تواصل ثقافي وسياسي واجتماعي. وكان هاجسُ الرغبة في معرفة الآخر وتَمثُّله، أوتشكيل صورة عنه المحفّزَ الأساسَ لهذه الصيرورة، بغض النظر عن السياقات والمقاصد التي حَكَمَتْ نشأة الصورة/التمثل، وتداولَها. وقد كان الأدب بأجناسه وتعابيره المختلفة، وبمعناه العام، وسيلة فعّالة لنقل هذه التمثلات والصور وتقديمها، وخاصة في الخطابات السردية، من قبيل الرحلة والحكي وغيرهما. ولعل تزايُدَ الاهتمام بالموضوع وتعميق البحث فيه من طرف الباحثين والنقاد، أسهم إلى حدّ كبير في نشوء حقل معرفي يُعدّ فرعا من فروع الأدب المقارن، والقصد إلى علم الصورة أوالصورولوجيا (Imagologie)، الذي يختص في دراسة موضوع صورة كلّ شعب وتمثلاته في آداب الشعوب الأخرى، وصورة الشعوب الأخرى في أدب ذلك الشعب. فالأمر إذن، يتعلق بتحليل التمثلات و"الميثات" الأدبية التي تكوّنها وتحْملها الشعوب عن بعضها البعض، وتُجَلِّيها من خلال ما تنتجه من خطابات تستبْطن ثنائية الأنا والآخر، وتنطوي على مفاهيم تلتبس فيها الحقيقة بالخيال. ومما يزيد هذا الحقلَ ثراء وإغراء، كوْنه يتقاطع مع علوم ومعارف أخرى، فالدارس للصورة في الأدب والثقافة وللتمثلات الذهنية يحتاج إلى أدوات الناقد، من معرفة بمناهج النقد الحديثة والعلوم الإنسانية، وخاصة السيميولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ...
إن المتأمل في النصوص التي كُتبتْ حول المغرب، خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين، سيجد أن الأمازيغ كانوا دوْما موضوعا للكتابة من قِبل الآخر، حتى صار بإمكاننا الحديث عن صورولوجيا مغربية، تُشكّل الكتابات الرّحلية (نسبة إلى الرّحلة) عمودها الفقري. فقد كان الآخر يسعى إلى معرفة المغرب فضاء وإنسانا وثقافة، معرفة ترمي تارةً إلى امتلاك السلطة عليه، وأخرى إلى التقرب منه وإعادة ترتيب العلاقة معه. وبين هذا وذاك نشطت عملية الكتابة والتأليف إلى أن أصبحنا أمام مغرب بتمثلاث وصور متعددة. ولم يقتصر الأمر على أجناس الأدب المعهودة في نقل هذه الصور، وإنما شمل ذلك فنونا أخرى من قبيل الفن التشكيلي وفنون العرض ودلائل السياحة وغيرها. وفي مقابل ذلك تفاعلَت الأنا/ الذات المغربية الأمازيغية، مع هذا الجدل الثقافي من خلال إفراز الذهنية الأمازيغية لجملة من التمثلات والصور حول الآخر، رسمتها التعابير الفنية والأدبية (شعرا ونثرا) المتداولةُ في الخطابات اليومية وفي المناسبات الخاصة. فهي بالإضافة إلى كونها تكشف عن نظرتهم إلى الغير فإنها تعكس أيضا حدود الانفتاح والانغلاق أوأفق التواصل بين الذات والآخر.
من هذا المنطلق، ارتأينا أن تكون الندوة فرصة لمناقشة موضوع التمثلات وما يطرحه من إشكالات جمالية وثقافية في الخطابات التي شُيِّدتْ حول الأمازيغ، أوالتي شيّدها الأمازيغ حول الآخر، وذلك من خلال التساؤلات الآتية:
- كيف تتحدد صورة الأمازيغي في كتابات الآخر وصورة الآخر في إبداع الأمازيغ؟
- ما هي المحدّدات والمنطلقات التي تحكّمت في تشكيل صورة الأمازيغ لدى الآخر وصورة الآخر لدى الأمازيغ؟
- ما طبيعة الآخر/ الغير (المختلف دينيا وثقافيا واجتماعيا ولغويا) في الإبداع الأمازيغي؟
- كيف تمثّل الإبداع الأمازيغي الآخرَ: الإبداع الشفوي، الإبداع المكتوب، أدب المهجر؟
- ما هي الحاجات الثقافية التي تعبّر عنها هذه التمثلات والصور المحمولة في أدب الأمازيغ وأدب الآخر؟
- هل يمكن الحديث عن الجمالي والفني في تمثل الآخر وتخيّله من خلال الإبداعات الأدبية والفنية الأمازيغية وغير الأمازيغية؟
هل بالإمكان تطهير الوعي الجماعي من بعض الأحكام المسبقة تجاه الآخر، والتي تشكّلت عبر مسارات تاريخية طويلة؟ وما دور الأدب والفنون في ذلك؟