الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

الجسر الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجسر الجديد

منتدى جهوي تنموي مستقل شامل يصدر من إقليم الخميسات/المغرب


    الخميسات ..قلعة الزموريين خارج التغطية تستغيث!!

    aljisraljadide
    aljisraljadide
    Admin


    عدد المساهمات : 926
    نقاط : 22463
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010
    العمر : 51

    الخميسات ..قلعة الزموريين خارج التغطية تستغيث!!  Empty الخميسات ..قلعة الزموريين خارج التغطية تستغيث!!

    مُساهمة من طرف aljisraljadide 2012-04-11, 18:57

    الخميسات ..قلعة الزموريين خارج التغطية تستغيث!!

    ذ. بنعيسى احسينات – الخميسات (المغرب)


    الخميسات ..قلعة الزموريين خارج التغطية تستغيث!!  Provin10

    إن مدن المغرب بقراها بدون استثناء؛ قديمها وحديثها، كبرياتها وصغارها ومتوسطها، ساهم ويساهم أبناؤها بالأمس واليوم، في بناء المغرب في جميع المجالات وفي كل المحطات، وذلك بتحد وإسرار ووطنية. لكن بعض المدن منها رغم صغرها ورغم نسيانها والتهميش الذي أطالها والإقصاء المفروض عليها، أعطت أكثر من غيرها، إذ تتجاوز في بعض المجالات وفي بعض المحطات كبريات المدن، عطاء وإنجازا وتضحية.
    لنأخذ نموذج الخميسات الواقعة على بعد 80 كم من العاصمة الرباط، عاصمة زمور الأمازيغية العريقة، التي أسست من قبل الاستعمار الفرنسي حوالي الثلاثينات من القرن العشرين، الذي جعلها مركزا عسكريا لمراقبة المنطقة، ومركزا لتهيئة الجنود المغاربة، من أبناء المنطقة، لإرسالهم لجبهة الحرب العالمية الثانية. ثم بدأت تستقبل المهاجرين من ربوع المغرب، خصوصا جهة دكالة عبدة والصحراء والجنوب وغيرها أيام الجفاف والمجاعة، وكذا الهروب من السلطة وضغوط القبيلة، مما مكن سكان الخميسات الأصليين (الزموريون) من الانفتاح الكلي وإدماج الوافدين عليها بشكل كلي وتام. وهي كونها عاصمة فيدرالية قبائل زمور، تتميز بموقع استراتيجي مهم وسط البلاد، إذ تصل حدودها الشرقية إلى مكناس، وحدودها الغربية إلى الرباط. فهو ممر ضروري عبر المحور الرئيسي الرابط بين الشرق والغرب، الواقع بين السهول المطلة على المحيط الأطلسي من جهة، وسهول السايس ومرتفعات هضاب المنطقة الشرقية من جهة أخرى. وموقعها على الطريق الرئيسية بين الرباط ومكناس، جعلها تتوسع بسرعة، إذ عرفت هجرة قروية كاسحة منذ السبعينيات من القرن الماضي.
    تتوفر بلاد زمور على إمكانيات فلاحية ورعوية ومعدنية مهمة؛ أراضي خصبة، مياه جوفية مهمة، مجاري المياه الدائمة عبر أودية، على رأسها وادي بهت الذي أقيم عليه سد القنصرة، وقريبا سيبدأ العمل ببناء سد كبير على نفس الوادي ب"جمعة الولجة". وزد على ذلك بحيرة "ضاية رومي" الرائعة المنظر التي لم تستغل بما فيه الكفاية للسياحة البيئية والترفيه، وكذا غابات شاسعة التي تعاني حاليا من إهمال قاتل مما سيؤدي إلى انقراض أشجارها وغطائها النباتي وحيواناتها. هذا إلى جانب كنوز مدينة الخميسات ونواحيها، إذ ترقد على احتياطي كبير وفريد من "البوطاس" الغني بمواده الفوسفاطية والأورنيوم وغيرها.. لقد كانت منطقة الخميسات إبان الاستعمار، الخزان الرئيسي الأول في المغرب للحبوب التي كانت تمر إلى فرنسا المستعمرة آن ذاك، خصوصا إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك عن طريق ميناء القنيطرة الشهير"Port Lyautey" سابقا، عبر سكة حديدية خاصة، كانت تمتد من الخميسات إلى الميناء السابق الذكر. وعند مد خط السكك الحديدية الرابط بين الغرب والشرق، تم القفز على إقليم الخميسات باعتباره آن ذاك مغرب غير نافع، وتحريف الخط ليمر عبر القنيطرة وسيدي سليمان وسيدي قاسم ثم مكناس، باعتبارها مناطق نافعة، لينطلق عبر فاس وتازة إلى وجدة. وهكذا حرمت الخميسات من الخط الحديدي، الذي لا تزال الساكنة راغبة في إقامته مستقبلا، لفك العزلة عنها من حيث المواصلات وتشجيع المنطقة على الإنتاج الفلاحي والصناعي وتسويقه.
    فهذا الموقع الاستراتيجي وهذه الإمكانيات الغنية والمتنوعة، هي التي جعلت تمركز الحياة البشرية والحضارة ما قبل التاريخ في هذه المنطقة منذ آلاف السنين. والجدير بالذكر أن المستخرجات الأثرية لإفري (مغارة) نعمرو موسى بجماعة آيت سيبرن بوادي بهت بالخميسات، بين 2006 و2007 وما بعدها، تشهد على وجود حضارة الفخار الجرسي الشكل في هذه المنطقة من هضاب زمور التي تمتد من حوالي 3500 إلى 5000 سنة قبل الميلاد. هذه الحضارة تعود إلى عصر النحاس (عصر البرنزي) التي كانت منتشرة في كل أوروبا الغربية وجزء من أوروبا الوسطى. ويعتبر المغرب البلد الوحيد في كل إفريقيا الذي عرف هذه الحضارة الفريدة (انظر مقالنا: اكتشافات أثرية تعود إلى حوالي 3000 سنة ما قبل التاريخ، في عدد من المواقع بالانترنيت). كما كانت في ما بعد، القوة الجاذبة لقبائل زمور الذين استقروا بها في بداية القرن 19 بعد ترحال مستمر، دام سنين كثيرة (حوالي 100 سنة تقريبا) قبل الوصول إلى هذا الموقع. وقد قدم الزموريون تضحيات جساما للاستيلاء على هذا المكان والاستقرار به إلى يومنا هذا.
    لقبائل زمور الباسلة، مساهمات في مقاومة الاستعمار، وبناء صرح الاستقلال بمقاوميهم الأشاوس وأطرهم وفعالياتهم، منذ دخوله البلاد 1912. وعقب أحداث 20 غشت، تم تنظيم المقاومة بزمور بشكل منظم، وتأليف فيالق جيش التحرير. فبحكم أن أغلبية ساكنة هذه المناطق كانت منخرطة في الجيش الفرنسي رغما عنها، فقد شكلت النواة الأولى لجيش التحرير، منهم على سبيل المثال القادة: الكومندار محمد بن الميلودي، الكولونيل جناح بنعشير، الكولونيل إدريس بن بوبكر، الكومندار إدريس الحارثي وغيرهم الذين التحقوا فيما بعد بالجيش الملكي، وساهم البعض منهم في تحرير الصحراء، وقدموا أنفسهم شهداء في سبيلها. نستسمح لعدم ذكر كل أسماء المقاومين وجيش التحرير في هذا المقام وهم كثر، رغم كون الباقين منهم على قيد الحياة وذوي الحقوق للمتوفين منهم، لا زالوا يعانون من النسيان والتهميش والإقصاء إلى يومنا هذا. ومن المحطات الوطنية الهامة في المنطقة نذكر:
    - تأسيس فرع كتلة العمل الوطني بالخميسات سنة 1936.
    - شرف توقيع ثلاثة من أبناء قبائل زمور الأبرار، علي وثيقة المطالبة بالاستقلال من بين حوالي 66 موقع، في 11 يناير 1944 وهم: عمرو بن ناصر الزموري، عبد الله الرحماني، عبد الحميد الزموري، رغم كون بلدة الخميسات كانت عبارة عن إدارة استعمارية ومركز عسكري للقوات الفرنسية، وبعض الأحياء ومسجد ومدرسة التي تحولت فيما بعد إلى ثانوية موسى بن نصير، في الوقت الذي لم تساهم عدة مدن مغربية عريقة وغيرها في التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية آن ذاك.
    - تأسيس مدرسة الأطلس الحرة في 1947، التي دشنها ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني ) رحمه الله.
    - أحداث 22 أكتوبر 1937 والتي تميزت بتنظيم مظاهرة بتنسيق مع الحركة الوطنية، والتي كانت انطلاقة لتظاهرات مماثلة عمت كل جهات المغرب، في مواجهة مسعى الاستعمار إلى التفرقة بين العرب والأمازيغ، بقيادة أبناء زمور القادمين من جامعة القرويين بفاس وعلى رأسهم سي أحمد بوبية صاحب مذكرات، المنشورة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، من طرف ابنه الدكتور فوزي، في كتاب: قبائل زمور والحركة الوطنية. ومن بين العوامل التي أدت إلى تنظيم هذه التظاهرة، نذكر: الاحتجاج لدى السلطات الاستعمارية ضد محاولة عقد مؤتمر للكاثوليكيين بكنيسة القديسة تيريزا بالخميسات، وضد منع حفظة القرآن الكريم بقبيلة أيت أوريبل من إقامة موسم القرآن المعروف ب "مقام الطلبة" بضواحي الخميسات جنوبا.
    هذا بالإضافة إلى مساهمة أبناء وبنات زمور، في المسيرة الخضراء لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية. كما قدم المنخرطون منهم في الجيش الملكي، شهداء كثر من ضباط وضباط الصف وجنود، على رأسهم الضابط الحارتي والطيار شانا عمر والضابط بزاعي وضابط الصف أمريضي وغيرهم، الذين تحمل شوارع حي السلام بالخميسات أسماءهم اليوم. وكذا المختطفين والمعتقلين وأسرى الحرب من طرف بوليساريو والجزائر في مخيمات العار بتيندوف، المفرج عنهم مؤخرا. نذكر من أبناء الخميسات الطيار بنبوبكر احمد وآخرين الذين لا زالوا جميعهم يعانون من التهميش وينتظرون جبر الضرر..
    فرغم كل ما سبق ذكره وما لم يذكر بعد، تظل المدينة مهمشة ومتواطأ ضدها، تنخرها مؤامرات من بعض أبنائها والوافدين عليها والحاكمين والمتحكمين في مصيرها. اسألوا الأمس القريب، كيف كانت مدينة الخميسات، قبل أن تتحول إلى عمالة في السبعينات؛ مدينة هادئة ونشيطة، جميلة بأشجار الميموزا الرائعة في فصل الربيع، محاطة من حيث الشرق بغابة تتوسطها كنيسة، والتي تحتضر أشجارها ويزحف عليها الإسمنت اللعين من كل جانب في السنوات الأخيرة، وببساتين خلابة وحقول الياسمين والكرم من الجهات الباقية التي قضى عليها جفاف سنين خلت، وتركت مكانها لصناديق الإسمنت والمضاربة العقارية الغير منظمة في الغالب. كانت نظيفة تروق المحليين والزائرين وكذا العابرين، تنعم بالأمن والأمان والطمأنينة. هذا إلى جانب ما يتميز به أبناء هذه المدينة كنشأة أوكأصل، من عطاءات في كل المجالات، سياسية كانت أوفنية أوثقافية علمية أورياضية وغيرها. فلا تجد محطة من محطات، كانت كبيرة أوصغيرة، مهمة أوغير مهمة، التي اجتازها المغرب في تاريخه الطويل، سواء كانت سيئة الذكر أوحسنة الذكر، إلا وانخرط أوساهم فيها أبناء منطقة زمور بشكل من الأشكال بكل جرأة وفعالية وروح وطنية عالية، رغم أنهم في الغالب لا يخدمون منطقتهم بقدر ما يخدمون الوافدين من رجالات السلطة وغيرهم حتى قيل: " مولاي بوعزة ما كيعطي غير للبراني ".
    1. فعلى المستوى السياسي، يمكن القول أن مدينة الخميسات تحتل في المغرب مكانة متميزة على الصعيد السياسي، رغم صغرها وتهميشها والتآمر على مصالحها من طرف بعض أبنائها والوافدين عليها بتواطؤ مع السلطات المحلية والإقليمية والوطنية. لقد كان ثلاثة من أبنائها السباقين لتوقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال المشار إليها أعلاه، إذ أن أحد هؤلاء الموقعين، المدعو عبد الحميد الزموري كان من بين من قدم الوثيقة للملك محمد الخامس ومستشارا له، وأول عامل على الدار البيضاء في بداية الاستقلال، وعضو في حكومته فيما بعد. وقد التحق حوالي ثمانية من أبناء زمور، كوزراء في حكومات مختلفة للمملكة، وهم: عبد الحميد الزموري ومحمد حدو الشيكر وعبد السلام بنعيسى وحسن الزموري ومسعود المنصوري والدكتور عبد الحميد عواد والدكتور أولباشة سعيد، هذا إن لم نزد المحجوبي أحرضان الذي ينتمي لإقليم الخميسات خارج قبائل زمور، الذي كان في بداية الاستقلال عامل على الرباط وأحوازها. كل هؤلاء لم يساهم أحد منهم في الرفع من مستوى المدينة لا اقتصاديا ولا ثقافيا ولا اجتماعيا.
    كما عايشت قبائل زمور خمس رؤساء أوكتاب عامون للأحزاب الوطنية في فترة من فترات المشهد السياسي المغربي منهم: المحجوبي أحرضان على رأس حزب الحركة الشعبية، ومحمود عرشان على رأس حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية والذي فوتت رئاسته لابنه مؤخرا، والمرحوم بوعزة يكن على حزب الاتحاد الديمقراطي سابقا، واحدا من بين القضاة المغاربة الأوائل الذين تم تعيينهم بمجرد حصول المغرب على الاستقلال. وكذا عيسى الورديغي الذي كان بالمنفى بفرنسا، أستاذ جامعي في الاقتصاد والمحاسبة، على رأس حزب يساري الذي هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قبل أن يدمج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فيما بعد. كما أن هذه الأحزاب وزعمائها لم يهتموا إلا بمصالحهم واكتساب كراسي في الانتخابات تضمن لهم حصانتهم.
    دون نسيان ضحايا سنوات الجمر والرصاص والاختفاء القصري من أبناء زمور الأبرار، كاشباب قاسم وإبراهيم أمناي وباحسن وإدريس ولد القابلة كاتب وصحفي ومدير أسبوعية المشعل وغيرهم، وعلى رأسهم المرحوم إدريس بنزكري، مهندس ورئيس هيأة الإنصاف والمصالحة، ثم رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب. ولجبر الضرر تم تعوض أغلبيتهم، مما قلل من قيمة النضال ومصداقيته وتاريخيته، في الوقت الذي كان بدل التعويض هذا، تقدم الدولة اعتذارها لهم فقط دون تبذير المال العام لدافعي الضرائب.
    وحتى معتقل تزمامارت السيئ الذكر، عرف أبناء زمور، نذكر منهم على الخصوص غاني عاشور والطيار مبارك الطويل المتزوج بأمريكية التي ساهمت، بشكل كبير في إطلاق سراحهم. كما ساهم ويساهم اليوم شبابها كغيره من شباب المغرب في تظاهرات الربيع العربي من خلال الوقفات الاحتجاجية السلمية، التي تدعو إليها حركة شباب 20 فبراير والتنسيقية المحلية لمساندة الحركة في مدينة الخميسات عاصمة الإقليم، من أجل إسقاط الفساد وتحقيق الكرامة.
    يبقى الحديث عن الأطر العليا في مختلف الوظائف والمهام كأطباء وصيادلة ومهندسين وخبراء ومحامين وقضاة ورجال السلطة وأساتذة، التي تزخر بهم الإدارة العمومية المغربية ومؤسساتها والقطاع الخاص. منهم ثلة من عمال الأقاليم قديما وحديثا كالسعداوي والهردوز وإدريس الخزاني وغيرهم. إلى جانب اقتحام أبناء زمور المراكز العليا في الجيش بجميع تخصصاته، كالجنرال بنعيسى المفتش العام للجيش الملكي سابقا، والكولونيل الشافعي الذي أصيب في أحداث الصخيرات، ثم كان على رأس فريق الاتحاد الزموري لكرة القدم فيما بعد، والكولونيل بالقايد المعروف ببن إدريس، مدير سابق للأكاديمية العسكرية بمكناس، التي تخرج منها معظم ضباطنا في المغرب، والجنرال بالدرك الملكي نور الدين القانبي، وغيرهم من الضباط وضباط الصف في الجيش والدرك والقوات المساعدة. وكذا في مراكز عليا في الأمن؛ كبنسمينة إدريس مدير سابق لأول مدرسة الشرطة بإفران، قبل أن ينتقل إلى رئاسة دائرة الأمن في التواركة والقصر الملكي بالرباط. وكولاة الأمن، نذكر اسم والي البيضاء الكبرى السابق، علي قاسم ومحمد أوهاشي والي طنجة حاليا، وكذا الحارس الخاص للملك الحسن الثاني المدعو بودريس. ويمكن إضافة القانبي مراد، مدير الخطوط الجوية المغربية حاليا بأوروبا الذي يوجد مكتبه بجنيف. أما أبناؤنا وبناتنا في المهجر في كل دوال العالم، كعاملين وأطر ورجال أعمال وسياسيين فحدث ولا حرج. هذا إلى جانب الجمعيات المدنية والمهنية وذوي الحاجات الخاصة والنقابات التي تنشط في المدينة وفي الإقليم، رغم تضخمها واختراقها من طرف السلطة ومحدودية تدخلاتها وعطاءاتها الإيجابية، ومعاناتها مع منح الدولة وغيرها.
    هذا فلا يمكن أن تدخل إدارة ما أومؤسسة ما، أوتزور مدينة أومنطقة في المغرب أوخارجه، إلا وتلتقي مع أحد أبناء مدينة الخميسات ونواحيها. وما يلفت الانتباه هو أن أبناء مدينة الخميسات لا يكترث في الغالب بعضهم ببعض داخل مدينتهم، لكن خارجها، سواء داخل المغرب أوخارجه، تجدهم لا يتخلى بعضهم عن بعض، وتنسج بينهم علاقة حميمية، كأنهم أقرباء ينتمون إلى أسرة واحدة.
    2. وعلى المستوى الثقافي والعلمي، يمكن أن نتحدث عن ثلة من مثقفين، وباحثين وأساتذة جامعيين في مختلف التخصصات وبمختلف الجامعات والمدارس العليا بالمغرب، التي تزخر بها منطقة زمور ومدينة الخميسات. نذكر على رأس هؤلاء رئيسة جامعة المحمدية الباحثة في السوسيولوجيا الدكتورة رحمة بورقية وعضو في اللجنة الوطنية لمدونة الأسرة، صاحبة كتاب: الدولة والسلطة والمجتمع (دراسة في الثابت والمتحول في علاقة الدولة بالقبائل بالمغرب، النموذج قبائل زمور)، والدكتور إدريس أوعويشة رئيس جامعة الأخوين بمدينة إفران، التي تعتبر أهم مراكز العلم في المغرب، ومجموعة من الباحثين بالمعهد الملكي للأمازيغية كالدكتور في اللسانيات وديداكتيك اللغات بلعيد بودريس، والدكتور مصطفى أعشي أستاذ التاريخ القديم والباحث في الجذور التاريخية للأمازيغية والأمازيغ، والدكتور في علم الاجتماع حمو بالغازي صاحب كتاب: ثاضا عند قبائل زمور بالفرنسية، من منشورات المعهد وغيرهم من الأطر، وكذا البروفسور مولاي إدريس عرشان الطبيب الخاص للملك الحسن الثاني، والبروفسور المبرز شانا الحسين في طب العيون والبروفسور المساعد في الجراحة نبيل بوسلمام، كلهما بالمستشفى العسكري وبالمستشفى الجامعي بالرباط، والبروفسور المساعد في الدماغ والأعصاب بالمستشفى الجامعي بفاس، الشاب سويرتي زهير ابن المرحوم الدكتور سويرتي محمد الناقد والأديب، مربي الأجيال بالخميسات. وكذا الباحث العالمي في مجال الطب البروفسور علال بوتجنكوت، المتخصص في مرض ألزهايمر بأمريكا بنيويورك، الذي يعتبر من المخترعين والمطورين للقاح ضد مرض ألزهايمر بأمريكا وبالعالم. وقد قام البروفسور علال بوتجمكوت بتقديم نتائج فريقه ضمن ندوة صحفية في إطار أعمال المؤتمر الدولي الأخير حول ألزهايمر، والمنعقد في هاواي في شهر يوليوز 2010، إذ توج في 23 شتنبر 2010، بجائزة " مارغريث ما كان Margaret M Cahn للبحث العلمي "لمرض ألزهايمر التي تنظمها سنويا جمعية العالمية، كما توج من طرف جمعية مغرب ألزهايمر، بجائزة خاصة بالدار البيضاء بتاريخ 21 شتنبر2011، بمناسبة اليوم العالمي لداء ألزهايمر (انظر مقالي الأخير حوله: البروفسور علال بوتجنكوت وجديد لقاح داء "ألزهايمر" المنشور بعدد من المواقع عبر لانترنيت). هذا إلى جانب المثقفين والكتاب والمبدعين في كل المجالات الذين تزخر بهم المدينة والمنطقة.
    3. فعلى المستوى الفني، في المسرح والسينما والموسيقى والغناء، نجد:
    - بالنسبة للمسرح يمكن أن نتحدث عن وجوده بشكل عفوي في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال، إلا أن الانطلاقة الرسمية جاءت مع تأسيسنا جمعية النهضة الثقافية1971، حيث تظم بداخلها فرقة مسرحية تحت اسم الطليعة التي كان يشرف عليها الأستاذ عبد الكريم برشيد، الذي عين بثانوية موسى بن نصير، وأحد مؤسسي جمعية النهضة آنذاك. فعبر مسرحياته وإخراجه المتميز والمشاركة في مهرجانات مسرح الهواة الذي تتوجت الفرقة بعدة ألقاب في عدة مناسبات، وكان يحسب لها حساب على الصعيد الوطني، في هذه البيئة الثقافية والفنية بزغ نجم عبد الكريم برشيد بالخميسات، على الصعيد الوطني ثم بعد ذلك على الصعيد العربي والدولي. لقد أخرج للفرقة مسرحيات كثيرة من اقتباسه وتأليفه، بالإضافة إلى مشروعه الفكري حول الاحتفالية في المسرح فيما بعد مع حصوله على شهادة دكتوراه. ثم ظهرت بعد ذلك فرق أخرى، أشهرها فرقة الجرس تحت إشراف كل من الصغير وسلام، ومحترف نون تحت إشراف عبد الكريم لفحل، ومسرح الخميسات تحت إشراف الحمداني شوقي رجل المسرح كتابة وإخراجا، وكذا كاتب السيناريو للأفلام السينمائية. هذه الفرق لا زالت تشتغل إلى اليوم رغم المضايقات والإكراهات والصعوبات المتعددة المتمثلة في غياب البنية التحتية للمسرح، إذ تشتغل في القاعة الوحيدة للشبيبة والرياضة التي لا تستجيب للشروط الضرورية لممارسة المسرح وغيره. ذلك دون أن ننسى أيقونة الخميسات في فن الحلقة الغني عن التعريف، المعروف بباحسين (انظر مقالنا: باحسين أوظاهرة الفرجة الماقبل المسرح (الحلقة نموذجا ) في عدد من المواقع بالانترنيت).
    - وبالنسبة للسينما، يمكن الحديث عن مخرجين كبيرين من أبناء زمور وهما: عبازي ميلود وجلالي فرحاتي الغني عن التعريف. بالإضافة إلى كاتب السيناريو المذكور سلفا شوقي الحمداني صاحب الفيلم التلفزي "منديل صفية" والمسلسل التلفزي "ماريا نصار" وغيره من الأفلام، دون أن ننسى السينوغرافي إدريس السنوسي، وثلة من الممثلين المرموقين في السينما المغربية أمثال وكرية لحلو الركراكي والصغير والضريف ويونس لهري واللائحة طويلة. لكن ما يلاحظ في المدينة غياب قاعة للسينما وكذا المهرجانات الخاصة، تبرز مكانة الخميسات في هذا المجال، التي تحتاج إلى مبادرة من ممتهني السينما من أبناء المنطقة.
    - أما بالنسبة للموسيقى والغناء، يمكن أن نذكر كعلامة بارزة في هذا الميدان، الباحث الموسيقي الكبير والملحن والمؤطر ورئيس لجنة موازين أحمد عيدون من أبناء الخميسات ومن أصول زمورية. هذا إلى جانب ثلة من المغنيين والمغنيات والفرق الغنائية قديما وحديثا. ففي الوقت الذي انتشرت فيه فرق المجموعات الغنائية في السبعينات، كناس الغيوان وجيل جلالة ولمشاهب وغيرها، ظهرت فرقة إمازيغن بالخميسات بلسان أمازيغي أصيل من طرف شباب المدينة وعلى رأسهم اعويط، والتي لم تدم طويلا، إلا أنه مؤخرا بدأت تتلملم لتظهر من جديد، فأول ظهور لهم كان بالقناة الثامنة الأمازيغية. ثم بعد ذلك ظهرت فرق غنائية شعبية كثيرة عربية وأمازيغية، نذكر على سبيل المثال بعض الأسماء التي فرضت نفسها في الساحة الوطنية وغيرها أمثال: أملال قدور ونجات عتابو وفيصل وبوتمزوغت وبرير واللائحة طويلة. إلى جانب فرق شبابية التي لها حضور متميز في المهرجانات الوطنية الحالية، وكذا فرق كثيرة لرقصة أحيدوس الذائعة الصيت. هذا دون الحديث عن نقص الإمكانيات والبنيات التحتية لذلك، وعن قيام مهرجانات تعرف بتراث الفنون الشعبية للمنطقة والإقليم كرقصة أحيدوس والفروسية (الفنطزية) وغيرها.
    4. وعلى المستوى الرياضي، تزخر مدينة الخميسات ونواحيها بطاقات هائلة في شتى الرياضات، لكن تتميز برياضتين أساسيتين: كرة القدم وألعاب القوى.
    - فبالنسبة لكرة القدم، نجد أن أبناء المدينة عرفوها إبان الاستعمار وفي بداية الاستقلال. لقد برزت آن ذاك أسماء ذا شأن كروي كبير، أمثال حارس المرمى إدريس بوعسرية وباقشيش وبنعيسى بن إدريس وإدريس قاسم المكنى ب "أحلاب"، الذي كان فيما بعد يدير وينشط محطة الإذاعة الآمازيغية بالرباط بعد الاستقلال، وهو أخ والي أمن الدار البيضاء سابقا، إذ كان ملعب كرة القدم بمدرجه الذي يحمل اسم المنزه آنذاك، وذلك بميدان سباق الخيل المعروف بالكورس أوالضاية (champ de course)، المسمى حاليا بحي السلام. ولقد أجريت فيه، حسب معاينتي آنذاك، وأنا طفل صغير، مباراة غريبة في كرة القدم بالدراجات النارية في بداية الاستقلال. ومن ثمة توالت فرق كرة القدم إلى حدود السبعينات والثمانينات حيث بدأت تبرز بعض الأسماء التي التحقت بفرق الصفوة أوالفريق الوطني، كحراس المرمى: لحسن بوخرص وبناصر المنصوري، واللاعبين كبنعمر الإدريسي وميخو وطباش وبوزبوز ومولاي حدو والسوسي وبالحسين نور الدين وغيرهم. ففي السنوات الأخيرة استطاع الفريق الزموري أن يلعب في صفوف الكبار رغم بعض التعثرات العابرة، وتحول إلى مشتل وطني للاعبين، تستفيد منه مجموعة من الفرق الوطنية والفريق الوطني، إذ برزت أسماء وازنة كالشيحاني وفاتحي والكراوي، وكذا محمدينا وبادا كحارسين في فرق وطنية، واللذين تم المناداة عليهما مؤخرا كحراس في المنتخب الوطني، إلى جانب اللاعب الشيحاني الذي يلعب مع فريق في قطر. هذا دون أن ننسى الحكم الدولي المرحوم بلقولة سعيد والمدربين في كرة القدم بالأمس واليوم، إذ قدمت المدينة أربعة مدربين في كرة القدم وهم: حمادي احميدوش ذو أصول زمورية أمازيغية، اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني سابقا، ومحمد بوبادي وحسن مومن والحسين عموتة، وهذان الأخيران تحملا مسؤولية تدريب الفريق الوطني في أيام أزماته، وقاد عموتة فريق الفتح، وارتقى به إلى فريق الصفوة، وحقق معه ألقابا على المستوى الوطني والقاري. واليوم يدير كرة القدم بدولة قطر العربية التي كان في السابق يلعب في صفوفها.
    فهذا قليل من الكثير لعطاءات أبناء الخميسات في مجال كرة القدم التي تعيش مؤخرا وحاليا مشاكل كثيرة، تؤثر في إنجازاتها السلبية المتكررة. هل هناك تفكير في إنقاذ الفريق وحفظ ماء وجه الزموريين بالخميسات؟ هذا إلى جانب الوضعية المزرية للفريق النسوي الشاب حديث النشأة بالخميسات. وهل ستجد هذه الفئة من سيأخذ بيدها؟ وهل الرياضة بصفة عامة لا تحتاج إلى التفاتة حقيقة وموضوعية؟ أسئلة مطروحة على المسؤولين بالمدينة وعلى كل الغيورين. فهل من مغيث؟؟.
    _ أما بالنسبة لألعاب القوى، فتاريخ الخميسات حافل بإنجازات أبطالها في هذه اللعبة، منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا محليا ووطنيا ودوليا، إذ أنجبت أبطالا من العيار الثقيل، رفعوا راية المغرب خفاقة في محافل قارية وعربية ودولية، أمثال: حدو جادور، غزلات، مولاي إبراهيم بوطيب، زهرة واعزيز وأختها، فاطمة معما، بشرى بنتهامي، زهور لقمش وسناء بنهما المتوجة مؤخرا بثلاث مداليات ذهبية من بيكين في ألعاب الأولمبياد الخاصة والتي طالها التهميش وعدم استفادتها من إنجازها المتميز، وغيرهم كثير. كما لا زالت مدينة الخميسات مشتلا كبيرا لألعاب القوى لو وجدت العناية الكافية والدعم اللازم لذلك، وبنيات تحتية مناسبة لاكتشاف أبطال وبطلات في المستقبل في هذه اللعبة. ألا يستحق الإقليم أن يحتضن مركب متكامل لألعاب القوى ؟؟
    فرغم تعاقب رؤساء الجماعات الحضرية والقروية بأطياف سياسية مختلفة، ورغم تعاقب مجموعة من العمال وفي مدد قصيرة من تحمل المسؤولية، ورغم تعاقب رؤساء المصالح الإدارية والمؤسسات العمومية على مدينة الخميسات وإقليمها، لرعاية شؤون المواطنين، بمختلف شرائحهم، بغرض إخراجها من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، فإن الأمور بقيت على حالها، إن لم نقل تدهورت وتراجعت بشكل كبير جدا حسب التطور الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي بها، باستثناء بعض الإجراءات والروتوشات التي لم تقنع أهل الخميسات، الذين ملّوا من الوعود الكاذبة ومن سلسلة انتقامات ممنهجة لأبناء زمور الأحرار، كحرمانهم على سبيل المثال من منح الدراسة مؤخرا، ومن اغتناء مجموعة من السياسيين وذوي النفوذ في السلطة والإدارة، على حساب معاناة العديد من السكان المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة. وما حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهزيلة جدا بالمقارنة مع باقي الأقاليم، إلا نموذجا صارخا لسياسة التهميش والإقصاء للمدينة وللإقليم، لحرمانها من فرص التنمية والانعتاق من مخالب الفقر.

    ورغم كون منطقة الخميسات وإقليمها تتميز بالفلاحة وتربية المواشي، فهي غير مدرجة وغير مستفيدة بشكل واضح ودقيق من سياسة المخطط الأخضر، الرامي إلى المزيد من الاستثمار والنمو. فهي تعتمد في الغالب على الإنتاج التقليدي الذي لا زال يتحكم فيه الموروث العقاري وأراضي الجموع في توزيع الملكيات الخاصة، إلى جانب الضيعات الكبرى الخاصة منها والمسترجعة المفوتة للخواص، على شكل إقطاعيات التي تقوم على استغلال اليد العاملة الرخيصة بالعالم القروي وهوامش المدن والقرى، خصوصا النساء والأطفال منهم. أما بالنسبة للمدينة فتعتمد في نشاطها الاقتصادي والتجاري على الريع والخدمات والتجارة الاستهلاكية، حيث لا مكان للتجارة الإنتاجية بها، إذ تفتقد إلى أبسط شروط الإقلاع التنموي من استثمارات داخلية وخارجية كبيرة كانت أوصغيرة، التي تتعرض للإجهاض كلما بدت محاولة في هذا الاتجاه، عندما تتعارض ومصالح القائمين على الشأن المحلي والإقليمي والجهوي، وكذا مصالح السلطات الوصية. فهذا ما يعزز ويزكي الهشاشة والتهميش والإقصاء التي تعاني منه مدينة الخميسات ونواحيها وإقليمها.
    فكيف يعقل أن مدينة متوسطة الكبر، مثل الخميسات عاصمة الإقليم التي يضم قبائل زمور وجزء من قبائل زيان وزعير (إقليم الزيات الثلاث La Province des trois z) التابعة لجهة الرباط سلا زمور ازعير، تتوفر على إمكانات طبيعية هائلة، وعلى الطاقات البشرية الفعالة والفاعلة التي لم تقدم لمدينتها وإقليمها ولأبناء جلدتها شيئا يذكر، عندما كانت في مواقع القرار والسلطة والنفوذ السياسي والإداري والمالي. تتوفر على كل هذا ولا تتمتع بالاحترام والتقدير والالتفاتة اللائقة والمناسبة لها، تليق بمكانة ومستوى أهلها وأبنائها. فمدينة الخميسات وإقليمها لم يشفع لها قربها من الرباط، عاصمة البلاد، في أن تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما أدى إلى تفشّي البطالة داخل صفوف شبابها، والرذيلة في صفوف بناتها، والتعاطي للمخدرات بأشكالها المتنوعة بين تلامذتها، وتفشي الجريمة المنظمة والغير المنظمة المنفلتة من المراقبة الأمنية. وكذا ضعف ونقص وتراجع في التجهيزات الأساسية والخدمات الاجتماعية والإدارية المتفشية في الإقليم بصفة عامة وبمدينة الخميسات بصفة خاصة. وما الاحتجاجات المتكررة بالمدينة وغيرها سوى التعبير من أجل إيصال أصواتهم إلى الجهات المسئولة، للتدخل لفك العزلة و«الحكرة» الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن المدينة والإقليم، ولمحاكمة ناهبي المال العام الذين ساهموا ويساهمون في التهميش والنسيان والاغتناء الغير المشروع على حساب مشاكل الساكنة اليومية، وللمطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحق، والحق في الشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة، والعيش الكريم والقطع مع سياسة الترهيب والقمع.
    وقد يذهب بعض الملاحظين والمحللين إلى القول أن المنطقة، ربما مغضوب عليها من الجهات العليا، لكونها كانت في يوم من الأيام، تنتمي إلى بلاد السيبا قبل الاستعمار، ومعقل المقاومة وجيش التحرير. وربما لكونها منفتحة ومتفتحة إلى درجة الذوبان، إذ كانت قبلة للهجرة الداخلية قديما وحديثا نظرا لموقعها الاستراتيجي وخيراتها المتنوعة، وحسن ضيافة أهلها للوافدين الغرباء عن المدينة وعن قبائل زمور. أوربما هناك رغبة في إبقائها الضيعة والحديقة الخلفيتين كمنتزه لعاصمة المملكة، للتنزه والقنص وقضاء الحاجة. أوربما على الأرجح لكون المسئولين الجماعيين والإداريين ورجال السلطة لم يقوموا بواجبهم المنوط بهم، أولكون أحد السفهاء أوجماعة منهم، أساؤوا الأدب مع رمز البلاد أومع أحد أفراد عائلته في مناسبة ما. فالمطلوب أن لا نؤاخذ بما فعله السفهاء منا ونحاسب على ما ارتكبه الآخرون (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا).

    فرغم ما تعانيه الساكنة، لا زال أبناء منطقة زمور يتمنون زيارة ملكية، وهم ينتظرونها بفارغ من الصبر، لتنصفهم وتعيد الاعتبار إليهم، برفع مسلسل النسيان والتهميش والإقصاء والتحقير والانتقام، وكذا معاناتهم من استشراء الفساد وانفلات الأمني وانتشار المخدرات في صفوف أبنائهم، وذلك بتركيز وحدة جامعية ومدارس عليا متعددة التخصصات ووحدات صناعية بها، وبنية تحتية للثقافة والرياضة والشئون الاجتماعية تليق بمستوى أهلها وطموحاتهم. هذه المنطقة التي عرِفت بنضالاتها وبمقاومتها الباسلة للاستعمار، وقدمت شهداء ومعتقلين ومختطفين من أجل الوحدة الوطنية. كما أنجبت أسماء وازنة في المقاومة وجيش التحرير، وأسماء رياضية وفنية وثقافية وعلمية وكفاءاتٍ وأطر عليا في كل المجالات، تعمل داخل المدينة وخارجها، سواء داخل المغرب أوخارجه، والتي ما زال حنين المخلصين منهم كبير جدا، في العودة لخدمة ساكنتها. فالمطلوب إحياء جمعية قدماء تلاميذ موسى ابن نصير، أوالعمل على لم شمل هذه الأطر وهذه الفعاليات في إطارات جمعوية، لتلعب دور الجماعة الضاغطة لمراقبة السير السليم والمثمر للشأن العام المحلي والإقليمي، لفتح الباب للتنمية المستدامة وللمشاريع التي تليق بمستوى ساكنة المدينة والإقليم، للنهوض بها وجعلها تتبوأ المكانة التي تستحقها، والدفع بقاطرة الاستثمار، الغائب الأكبر في المنطقة، إلى الأمام. .
    --------------------------
    ذ. بنعيسى احسينات – الخميسات (المغرب)

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-06, 12:58