الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجسر الجديد

الخبر مقدس والتعليق حر..

نرحب بكم في الجسر الجديد ... الطريق الجماعي ...
على درب التنمية المستدامة .. وتفاعلا مع التغيير المنشود...

الجسر الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجسر الجديد

منتدى جهوي تنموي مستقل شامل يصدر من إقليم الخميسات/المغرب


    حكاية البداية والنهاية.. (عن رحلة البشر)

    aljisraljadide
    aljisraljadide
    Admin


    عدد المساهمات : 926
    نقاط : 22395
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010
    العمر : 51

    حكاية البداية والنهاية.. (عن رحلة البشر) Empty حكاية البداية والنهاية.. (عن رحلة البشر)

    مُساهمة من طرف aljisraljadide 2018-03-05, 14:56

    حكاية البداية والنهاية..
    (عن رحلة البشر)


    بنعيسى احسينات المغرب

    رحلة البشر، وحكاية البداية والنهاية..
    عبر حقب تطور المخلوقات الحية..
    مسيرة تخترق الوجود، من داخل الكينونة..
    بين تنوع وتعدد الكائنات المتواجدة..
    بشر يسفك الدماء ويفسد في البرية..
    باتهام صريح واضح للملائكة..
    عند تقديم آدم لهم، من جنس البشرية..
    بحضرة الخالق، الرحمان الرحيم، رب العزة..
    وفي انتظار النفخة من الروح الإلهية..
    بكلمة الله " كن فيكون " النافذة..
    يظهر آدم، ثم حواء أم الإنسانية..
    يطل علينا الإنسان العاقل بكل مقوماته الكاملة..
    علمه خالقه الأسماء كلها ليخلفه..
    قربه إليه ليكون في الأرض خليفته..
    جعل الملائكة، في صفائها، تسجد له..
    إلا إبليس أبى السجود، من رحمته طرده خالقه..
    وبطلب منه، إلى يوم البعث، أنظره..
    يجنب الإنسان، عن الطريق المستقيم، و يبعده..
    فكانت جهنم مثواه ولمن اتبعه..
    وبقي للإنسان بالمرصاد، يبغي ضلاله..
    عن طاعة الله، والعمل الصالح يصده..
    بالوسوسة والغواية يحرك أطماعه مستغلا ضعفه.

    لقد متع الله آدم وحواء بالحرية الكافية..
    باستثناء الأكل من الشجرة المحرمة..
    وكانت الخطيئة، بوسوسة الشيطان الأثيمة..
    عدو بني الإنسان وكل البشرية..
    بطمعهما في الخلود ومُلْكٌ لا يعرف النهاية..
    تجرآ معا على الشجرة المحظورة..
    ونالا العقاب بالهبوط إلى الأرض الفانية..
    ليشقيا فيها، ويتحملا مسئولية أفعالهما إلى يوم القيامة..
    فيكون الجزاء، إما العقاب أو الثواب، عند إله الرحمة..
    ونُفذَتْ مشيئتُه، كما شاء فعل في ملكه، لحكمة مقدرة.

    بكلماته وهب الكون لنا بكل التجليات..
    من أرض؛ يابسة منها وبحار وكائنات..
    من سماء وفضاء، من كواكب ومجرات..
    تنطق بآيات، تحير العقول بعجائب الأشياء والمخلوقات..
    حار فيها العلماء والباحثون بكل التحديات..
    وتصدى المكتشفون والدارسون لها بالإنجازات تلو الإنجازات..
    كل يوم يسبرون أغوار أسرار هذا الكون بالبينات..
    بالدرس، بالبحث، بالتجريب، بالبيانات..
    لمعرفة كنهه، وقوانينه بكل الترتيبات..
    لاقتحامه وشق الطريق لخزائنه المكنونة..
    لاحتلال قلاعه وحصونه المجهولة..
    لتوسيع حدود إمبراطورية الإنسان اللامتناهية..
    لاستنطاق آياته بما فيها من درر ونفائس وحكمة..
    لتسخيره لخدمة الإنسان في أحسن الأحوال..
    عندما ينتصر الخير على الشر بالأفعال..
    ولتدميره من طرف الأشرار الأنذال..
    عندما ينتصر الشر على الخير بنشر الأهوال..
    ويفقد الإنسان صوابه، ويحل الحرام مكان الحلال..
    وينتشر الظلم، وتقوم الحروب، ويُعَمم الإرهاب بكل الأشكال..
    ولا زال العلم يبحث في أسرار كلمات الكون وآياته عبر الأجيال..
    بها نعْرَفُ عظمةَ اللهُ، خالق الكون، ومبدع الحق والخير والجمال..
    بها نقترب من الله، ونحقق مراده، في تدبر آياته، بإخلاص وإجلال.
    بالعلم نَنْفُذُ إلى أقطاب السماوات والأرض، لنشر العدل والسلم والآمال..
    لا إلى التدمير، وسفك الدماء، وقتل الأبرياء، محبة في السلطة والمال.
    فالعلماء الأجلاء، أولائك الذين يبحثون في كلمات الكون وآياته بألف سؤال..
    يبغون تحسين بقاء الخلق بالعلم والحكمة، خارج جو التعصب ولغة المحال..
    لإيجاد لكل داء دواء، ولكل سؤال جواب، لإسعاد بني الإنسان وتحقيق المآل..
    خُلْوَتُهم ومِحْرابُهم المختبرات، يبحثون في آيات الكون بتفان، بلا ملل ولا كلل..
    فشيوخ كلام الله يتفقون من أجل أن يختلفوا، لخلق الفتنة بين الخلق بالاحتيال..
    وعلماء كلمات الله يختلفون من أجل أن يتفقوا، لخدمة البشرية خارج الاتكال..
    فكلام الله من كلماته، وكلماته من كلامه، هو كلامه وكلماته في كل الأحوال..
    رب الناس، لا إله إلا هو، السميع العليم، خالق كل شيء، ذو الإكرام والجلال..
    نعبده عن تبصر وقناعة، لا عن تقليد أعمى، أو تحت أي تهديد بالقتل والاقتتال..
    فعبادته لا تعني الخضوع، بل تعني الاعتراف بصنعه والعمل بأوامره بكل امتثال..
    في الإنسان قبس من بقايا نفخته، عليه أن يرقى بعقله إلى مصاف الأنبياء والرسل..
    فالرسل، لم يستطيعوا هداية من أحبوا، فالله وحده يهدي من يشاء، بلا إكراه وإذلال.
    فشتان بين مؤمن مستهلك للشعائر، ومؤمن منتج للعمل الصالح، بالأقوال والأفعال.

    وبكلامه أرسل الأنبياء والرسل بالبيان..
    من توراة وزبور، من إنجيل وقرآن..
    مصادر التدين والقيم، ومنابت الشرائع للإنسان..
    لا فرق بين بني البشر، إلا بالتقوى والإحسان..
    بكلام كُتُبِه وآياتها نعبد الله بكل إيمان..
    بقراءته وتدبره، وتطبيقه بالميدان..
    لهداية الخلق إلى التوحيد بالفرقان..
    والتباع الصراط المستقيم للرحمان..
    والعمل الصالح وتجنب العصيان..
    سبحان من خلق الإنسان وسواه بالبنان..
    وألهمه فجوره وتقواه وابتلاه بالشيطان..
    ليختار بين الكفر والإيمان..
    ليميز بين الحق والباطل بالميزان..
    ليفرق بين الخير والشر، بين الحلال والحرام باختياره..
    بإرادته وحريته ومسئوليته، ينال ثوابه أو عقابه من خالقه..

    بنفسه اللوامة، منتقدا ومحاسبَا للنفس الأمارة بالسوء..
    يحاول الإنسان أن يخلصها من وسوسة الشيطان والابتلاء..
    تَدْخُل في صراع مع الباطل والشر والمحرم، من أجل الارتقاء..
    للرقي بها بالعمل الصالح، نحو عالم الصفاء..
    إن استطاع إلى ذلك سبيلا، بكل جهد وعناء..
    لتبوء مقام النفس المطمئنة..
    الراضية المرضية الصافية..
    المؤمنة الصادقة، الوفية المخلصة..
    إلى ربها تسعى راجعة بكل امتنان..
    لتنال رضاه ويسكنها جنته بكل اطمئنان..
    بعد النجاح الكامل في الجهاد والامتحان.
    فحب الله وعبادته فطرة، من الإسلام الخالص للرحمن..
    من نوح إلى محمد الخاتم المصطفى العدنان..
    وحب الأنبياء والرسل، من قوة الإيمان..
    وحب الناس، من التسامح والتضامن ونشر الاطمئنان..
    محكوم علينا بالخطأ لتقدير معنى الثواب..
    فبدون الأخطاء لا نهتدي إلى الصواب..
    نحتاج إلى النصيحة لتصحيح المسار المطلوب..
    نحتاج إلى العمل الصالح لتحقيق المآل المكتوب..
    نحتاج إلى التسامح مهما اختلف المعتقد بالاكتساب..
    نحتاج إلى التعايش مع الآخر بالتفاهم، بكل انجذاب..
    فالاختلاف رحمة، يُغْني عن روح عصبية الأنساب..
    فرحمة الله الواسعة تتسع لكل طالبِ لحُسْنِ المآب..
    دون احتكار لها، من عقيدة محددة بلا استيعاب..
    هي للناس أجمعين، دون تمييز، من رب الأرباب..
    فمغفرة الرحمن شاملة لكل تائب في اقتراف الذنوب..
    فطوبى لمن خَلُصَتْ نيتُه، لنفسه ولربه بالإيجاب..
    وطوبى لمن اختار الصراط المستقيم بإيمان واحتساب..
    وعَمِلَ صالحا لنفسه ولغيره، تلبية لنهج الخالق الوهاب..
    سبحانه تعالى، خالق السماوات والأرض وما بينهما، بكل الأسباب..
    هو القادر على كل شيء، العادل المكين، الغفور الرحيم، شديد العقاب..
    فكل بنو آدم عباده، مؤمن وكافر، مطيع وعاصي، يهدي من يشاء إلى الصواب..
    فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولا إكراه في الدين، نطالبه بالمغفرة والثواب.
    فالله وحده المحاسب للإنسان في إيمانه وكفره، في طاعته وعصيانه يوم الحساب.
    يغفر لمن يشاء بفضله، ويعاقب من يشاء بعدله، الرحمن الرحيم، رب البدء والإياب.
    -----------------------------------------------------------------------------
    بنعيسى احسينات - المغرب

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-04-19, 12:20